كغيرها من الأحزاب من السياسية، لم تسلم حركة النهضة من الخلافات والتجاذبات والانشقاقات، والسبب معلوم هو التسابق على قيادة الحزب في ظل أزمة عميقة تمر بها منذ أكثر من سنتين بعد انسلاخ العشرات من قياداتها وتعمقت بسجن رئيسها راشد الغنوشي بعد 25 جويلية 2021
ولم تنجح حركة النهضة منذ سنة 2020 في عقد مؤتمرها الحادي عشر، وازداد الأمر تعقدا بعد سجن الغنوشي وهو ما أثار تساؤلات وخلافات بشأن امكانية عقده دون حضوره
وبين داع لضرورة عقد مؤتمرها الحادي عشر ومطالب بتأجيله في ظل تواجد رئيسها راشد الغنوشي في السجن، تعيش حركة النهضة على وقع اختلافات حادة في الرؤى بين قياداتها تصل حد التخوين والاتهام بمحاولة الالتفاف على مؤسسات الحركة
وأعلنت حركة النهضة انها ستعقد مؤتمرها الحادي عشر أواخر شهر أكتوبر 2023، وذلك “تمسكا بحياة سياسيّة مسؤولة دون حضور رئيسها راشد الغنوشي وعدد من قياداتها الذين يقبعون في السجن بتهم مختلفة.ويقبع الغنوشي في السجن بعد صدور بطاقتي ايداع بالسجن في حقه، الأولى في قضية تتعلق “بالتحريض على مؤسسات الدولة” إثر تصريحات أطلقها ضد سلطة الرئيس قيس سعيد والثانية في قضية ترتبط بما يعرف بقضية “شركة إنستالينغو” المتخصصة في المحتوى الرقمي.
ومنذ سجن الغنوشي تم تعيين منذر الونيسي رئيسا لحركة النّهضة بالنّيابة.ويعد تنظيم المؤتمر الـ 11 للنهضة، المؤجل عن موعده الرسمي في ماي 2020، أكبر تحد أمام رئيس حركة النهضة بالنيابة، منذر الونيسي، والقيادة المركزية للحزب.ويرى منذر الونيسي أن مؤتمر حركة النهضة مطلب داخلي ووطني ودولي.
وقال في حوارات صحفية إن ايقاف رئيس الحركة راشد الغنوشي أحدث شغورا وقتيا على مستوى الرئاسة تم إقراره وتحديد سقفه الزمني وفق لائحة أعدتها لجنة اللوائح والنظم التابعة لمجلس الشورى في دورته الـ 66 بتاريخ 16 أفريل 2023، وحدّدت الفترة القصوى للشغور الوقتي بـ6 أشهر ابتداء من تاريخ اعتقال رئيس الحركة في 17 أفريل 2023.وذكر أن مؤتمر حركة النهضة الـ11 سيكون بالتالي في النصف الثاني من أكتوبر القادم، وقد انطلق مجلس الشورى في الاستعدادات المضمونية والمادية لعقد المؤتمر الـ11.
إلى ذلك وصفت جريدة الفجر الناطقة باسم الحركة الدعوة إلى مؤتمر في غياب رئيس الحركة الشرعي هي محاولة انقلابية فاشلة.وشددت جريدة الفجر في نص مقتضب نشرته على صفحتها على “أنه لاجدوى من مؤتمر وابناء الحركة في السجون وعلى أن كل تبرير واصرار على ذلك يفضح النوايا الخبيثة لأصحابها”.وورد في النص “لايمكن بيع نضالات قياداتنا بفتات وعود الحوار مع الحاشية الانقلابية”.