كتب الإعلامي سمير الوافي – على عكس وزير النقل الذي عجز حتى عن توفير التكييف في مطار رئيسي وسيادي… فإن وزير التربية محمد علي البوغديري هو أحد الوزراء الذين أسهمهم صاعدة في الحكومة … فقد تم تعيينه بعقد أهداف واضحة وجريئة شرع في تحقيقها فورا… حيث كان الجنرال الذي دفع به الرئيس إلى معركة شرسة وضارية ضد النقابات …
ربح جولتها الأولى الأصعب بتشتيت وحدة أكبر النقابات المتمردة ( نقابة الثانوي ) … وبإضعاف نقيبها لسعد اليعقوبي وإخراجه ذليلا من الباب الصغير وتأليب منخرطيه عليه وإنهاء تمرده بقوة ناعمة ودهاء
عبر إتفاقية ماكرة ألبت عليه الأساتذة… وشمت فيه شعب الأولياء الذين يحملونه جزءا كبيرا من مسؤولية إنهيار المنظومة التعليمية والعبث بها…!!! وواصل الوزير معركة كسر العظام بعدم الخضوع للمساومة في مواجهته مع نقابة التعليم الإبتدائي…
وقد نال كارت بلانش للقضاء على تمردهم بقوة الدولة وبلدوزر القانون… ورغم إنتقاده على مساومة آلاف المعلمين بأجورهم وخبز أبنائهم… فإنه ذهب بعيدا في التصدي لمساومتهم بعقول ومستقبل التلاميذ الذين هم أبناء الشعب أيضا
وبدأ ضغطه القانوني يثمر تراخيا للقبضة النقابية وتحريرا للأعداد… حيث إستجاب أغلب المعلمين لتهديد الوزير… والإستجابة متواصلة والقبضة النقابية تتراخى أكثر … وإذا كان ذلك مثيرا لحفيظة الحقوقيين وبعض الرأي العام… فإنه رفع شعبية الوزير ونال إستحسان رئيسه…
لأنه حقق في ظرف قصير وبتصميم قوي ما عجز عنه سابقوه في عهد الأيادي المرتعشة …!!!
قد ينحاز البعض للمعلمين الذين من حقهم المطالبة بحقوقهم…لكن المساومة بالأعداد أضعفت مطالبهم وشوهت صورتهم شعبيا…وهي نقاط إستغلها الوزير القوي كما ينبغي متقمصا شخصية رجل الدولة…
ومبررا ذلك بفرض هيبة الدولة وقوة القانون وإنقاذ الموسم الدراسي…وهو اليوم على منصة ال top 3 لأبرز وزراء هذه الحكومة…!!!