رياضة

لاعبو كرة القدم لماذا يصطحبون أطفالاً عند دخولهم الملعب؟

لاعبو كرة القدم لماذا يصطحبون أطفالاً عند دخولهم الملعب؟

لعلك شاهدت بداية مباراة لكرة القدم. ولاحظت أنّ كل لاعب من الفرق المتنافسة يدخل إلى أرض الملعب، ممسكاً يده بيد طفل يرتدي زياً يطابق زيّه الرياضي. كما ويطلق على الأطفال هؤلاء لقب التمائم. ولعلّك تساءلت ما المغزى من اصطحاب لاعبو كرة القدم لهؤلاء التمائم برفقتهم؟ أو عن السبب الذي بدأ به هذا الإجراء الذي بات موجوداً في العديد من المناسبات الرياضية البارزة. أو هل يعلم الأطفال أنفسهم لمَ يتم اصطحابهم في كبرى المباريات؟

  • لم تكن عادة اصطحاب التمائم موجودة منذ بدايات مباريات كرة القدم منذ القدم، التي بدأت في أواخر التسعينيات،
  • كما كان أول ظهور للتمائم وهم يدخلون أرض الملعب برفقة لاعبو كرة القرم  عام 1999 في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي. التي عقدت بين فريقيّ مانشستر يونايتد ونيوكاسل الإنجليزيين.
  • إن كنت قد تابعت نهائي كأس العالم عام 1990 أو حتى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1994. لم يصطحب خلاله اللاعبون الأطفال لدى لحظة دخول الملعب.

بداية ظهور الأطفال برفقة لاعبي كرة القدم

أما عن بدايات إطلاق الأطفال التمائم في كبرى المناسبات الرياضية لكرة القدم. فقد جاءت بالتزامن مع الاتفاق بين هيئة الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA) وبين منظمة اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة). وذلك خلال مباراة نهائي كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية عام 2002، من خلال اتفاق بينهما الذي نص على رفع شعار” Say Yes to Children، قال نعم للأطفال”.

وهذا الاتفاق أقرّ على إشراك الأطفال في الظهور في أهم الأحداث الرياضية في كرة القدم. وتم الإعلان عن هذا الاتفاق مسبقاً عام 2001.

في الحقيقة كان الهدف من هذا الإجراء هو تسليط الضوء على أهمية حماية الأطفال، وكذلك الحث على توفير الرعاية الصحية لهم. وأبرزت الحملة أهدافها من خلال المناسبات الرياضية العالمية التي تحظى باهتمام وشعبية كبيرة حول العالم.

فكانت أفضل طريقة لإبراز التمائم عن طريق أن يدخلوا إلى الملعب برفقة لاعبو كرة القدم المميزين والمشهورين من كلا الفريقين المتنافسين، وبالطبع مع ارتداء زيٍ مشابه لزي اللاعبين مضافاً إليه شعاريّ كل من الفيفا واليونيسيف.

ظهور التمائم برفقة لاعبي كرة القدم

لا زال التمائم يظهرون بجانب لاعبي كرة القدم، ممسكين بأيديهم، ويرتدون نفس ملابسهم، في جميع الأحداث العالمية الكبرى، وفي مباريات دوري أبطال أوروبا، إذ لم يعد ظهور التمائم في بداية المباريات متعلقاً بالاتفاق الذي عقد بين هيئة الفيفا ومنظمة اليونيسيف. إذاً لا بدّ أن يكون هناك أسباباً جديدة لاستمرار ظهور التمائم، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من مقدمة كل مباراة أول لعبة كرة قدم.

أحد أهم أسباب اصطحاب لاعبي كرة القدم التمائم معهم لدى دخولهم إلى أرض الملعب:

هو أن يكونوا رادعاً ضد الجمهور، حيث أنّ بعض الجماهير المعارضين يتعمدون رمي مخلفاتهم على بعض اللاعبين. ولكن وجود الأطفال يمنعهم من الإقدام على هذه التصرفات. بالإضافة إلى الاستفادة المادية للنادي الرياضيّ، حيث يفرض النادي رسوماً للسماح لهؤلاء الأطفال بالظهور مع لاعبيه.

ويتجاوز الأمر ذلك ليشكل فائدة أكبر، حيث أن ظهور نجوم ولاعبو كرة القدم برفقة أطفال عاديين. يعطي شعوراً لدى معجبيهم بإنسانية هذا النادي وخدمته للمجتمع، ودعمه للأطفال. خاصة إذا كان الطفل مريضاً أو يحمل قصة إنسانية، أو قد يكون يتيماً أو فقيراً أو غيره؛ ما يخلق شعوراً عند المشاهدين بأن لاعبهم المفضل أو أن فريقهم المفضل ذو تأثير إيجابي وإنساني على المجتمع، ويهتم بقضايا الأطفال والمجتمع.

اختيار الأطفال والترويج لبعض الشركات

ويتم اختيار هؤلاء التمائم من خلال موقع Make a Wish Foundation، وهي منظمة غير ربحية تم إنشاؤها في الولايات المتحدة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات للأطفال ما بين عامين إلى 18 عاماً، والذين لديهم إصابة بأمراض مزمنة خطيرة.

أيضاً يقوم بعض رعاة المباريات من شركات كبرى باستخدام الأطفال التمائم لأهداف الترويج لها، على سبيل المثال:

قامت شركة ماكدونالدز بإرسال أكثر من ألف طفل إلى نهائيات كأس العالم الذي كان يعقد في البرازيل، والذين ظهروا كتمائم برفقة لاعبو كرة القدم وقاموا بعدة أنشطة ذات صلة بالرياضة وكرة القدم.

وفي المباريات التي تتزامن مع مناسبات عالمية ومهمة، على سبيل المثال يوم الأم. يدخل اللاعبون إلى الملعب برفقة أمهاتهم، وذلك ليس فقط دعماً للأمهات، بل ليصبح اللاعبون ذوي تأثير وقدوة إيجابية أمام الجمهور.

إذاً لم يعد الأمر يقتصر على اتفاق يسلط الضوء على حقوق الأطفال. بل أصبح ظاهرة معتادة تهدف إلى زيادة شعبية الفريق ولاعبي كرة القدم في أعين المتابعين حول العالم.

بالإضافة إلى الاستفادة من رسوم انضمام التمائم إلى الفريق، وتسليط الضوء على فئات مهمشة أو غيرها. وبصورة عامة؛ لزيادة أهمية وقيمة المناسبات الكبرى لكرة القدم، وتلقي الاحترام من قبل المجتمعات.

هناك 4 أسباب هي الأكثر قبولاً لدخول لاعبو كرة القدم وهم يمسكون بأيديهم أيدي الأطفال:

  1. إعطاء الأطفال فرصة لتحقيق أحلامهم في الظهور مع لاعبين مشهورين.
  2. فرصة لنادي كرة القدم لكسب بعض المال.
  3. الترويج لبعض الحملات الدعائية.
  4. تعزيز فكرة كون كرة القدم لعبة “صديقة للأسرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء إيقاف مانع الاعلانات